الهادي الفضل عبدالحميد
عدد الرسائل : 3 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 05/02/2012
| موضوع: ليتني كنت صــاحب الحفــرة الأحد فبراير 05, 2012 5:03 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ===== أحبابي الكرام سنتناول هنا سيرة المؤاخي للعمرين من وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وسفح عليه من عبرته هو عبد الله بن عبد نهم المزني عم عبد الله بن مغفل. فتي من فتيان قريش واي فتي هو، فتي من طراز فريد!! مات ابوه وهو صغير، ولكنه رغم اليتم كان يعيش بمكة هانئا منعما في كفالة عمه وفي حجره وفجاة يفتح الله بصيرة الفتي للاسلام، ويستقر الايمان في قلبه، وتطمئن نفسه للدين الجديد والمحارب من اهل مكة آنذاك، وتجري عجلات التاريخ سراعا، وما هي الا اياما معدودات تكاملت فيها صورة الاسلام في عقله، وتغلغل الايمان في روحه، فتاقت نفسه للقاء الحبيب المجتبي صلوات الله وسلامه عليه. ضاقت عليه الفضاءات علي رحابتها، وسيطرت الحوافز الايمانية علي كيانه ووجدانه، ولاح له بريق الهجرة الي حيث هامت الروح . ولكن هيهات.. امنية لابد لها من تضحيات جسام حتي يذوق حلاوة الايمان... يعلن الفتي اسلامه وتبدا رحلة العذابات والتضحيات حيث يلاحقه اهله في كل مكان ليثنوه من اتباع الدين الجديد، ويصل بهم المدي الي ان يعمد عمه بخلع كل ما اعطاه اياه حتي الملابس التي تستر جسده.وهنا يتحرك الحنان الذي اودعه الله في الامهات فاعطته أمه بجادا من شعر فشقه باثنتين فاتزر بأحدهما وارتدى بالاخر وبدا رحلته الي حيث تهوي نفسه، يفترش الثري ليلا ويلتحف السماء المطرز بالنجوم. الان فلتستعد اجهزة استقبالكم احبتي لتلتقط الارسال من مدينة رسول الله حيث وصل الفتي واستعد للدخول علي رسول الله صلي الله عليه وسلم يصل الفتي وقد بدت عليه مشقة السفر، ووحشة الطريق، تحدوه الاشواق اللاهفات، وتسوقه النفحات الطيبات، ويختلج في صدره صدي الذكريات العاطرات، يدخل الفتي على النبي صلى الله عليه وسلم فيتلقاه الحبيب المجتبي بالترحاب، ويقبل عليه بكلياته، خافضا له الجناح..فيا لسعادتة في ذاك الصباح ... ويا بشري من كان بالامس مهيض الجناح.!!!! يقول له الحبيب بصوت رفيق شفيق ما اسمك؟؟؟ فيجيب الفتي بصوت متهدج خفيض ويقول:عبدالعزى... قال الحبيب بل أنت عبدالله ذو البجادين الله.. الله..الله.... يالروعة المشهد، ويالجلال الموقف، ويالعظمة من سمي، ويالسعادة المسمي والمكني في آن واحد. الآن ينضم عبدالله الي اصحاب رسول الله ويلازم المسجد، تاليا باكيا راكعا ساجدا، خاشعا، متبتلا.. وقبل ان ينقطع الارسال نتابع بعض اخباره كما يرويها لنا اصحابه الكرام الذين عاشوا معه وصحبوه. يقول ابن الأدرع رضي الله عنه: كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ذات ليلة لبعض حاجته قال : فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عسى أن يكون مرائيا " قال: قلت : يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن ؟ قال: " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة " الله..الله يا احبتي ما احلي الايمان عندما يكون خالصا لوجه الله نقيا من المراء... يتابع ابن الادرع حديثه فيقول: ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل آخر يصلي يجهر بالقرآن فقلت : عسى أن يكون مرائيا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلا إنه أواب ". فنظرت فإذا عبد الله ذو البجادين وفي رواية قال : جئت ليلة أحرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أنا بعبد الله ذي البجادين يقرأ في المسجد عالية قراءته قال: فخرج علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله بأبي أنت و أمي أمراء هذا ؟ قال معاذ الله هذا عبد الله ذو البجادين..الله.. ما اعظمها من شهادة وما اعظم الشاهد و تمضي الايام والليالي وعبدالله في صحبة رسول الله... فيدنوا الاجل وينتقل عبدالله الي الرفيق الاعلي في غزوة تبوك... فالي هناك احبتي الي قبر عبدالله ذو البجادين الاواب لنستمع لما يرويه اصحابه روي الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله قال: والله لكأني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبدالله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهم، وهو يقول أدليا مني أخاكما وأخذه من قبل القبلة حتى أسنده في لحده ثم خرج النبي الله صلى الله عليه وسلم وولاهما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعا يديه يقول: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه وكان ذلك ليلا فوالله لقد رأيتني ولوددت أني مكانه ولقد أسلمت قبله بخمسة عشر سنة وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره ليلا وأسرج فيه سراجا وأخذه من قبل القبلة وكبر عليه أربعا وقال: رحمك الله إن كنت لأوابا تلاء للقرآن وروي محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عبدالله بن مسعود كان يحدث قال: قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر قال: فاتبعتها أنظر إليها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وإذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات فإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه وهو يقول: أدليا لي أخاكما فدلوه إليه فلما هيأه لشقه قال: اللهم إني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه قال يقول عبدالله بن مسعود: ليتني كنت صاحب الحفرة انظروا أحبتي إلى روعة المشهد، وصفاء السيرة والسريرة، وحسن الصحبة، وطيب النفس، ولين الجناب وسمو الأماني، الله ...الله ...الله... يا ابن مسعود!!! ومن ذا الذي لا يتمني أن يكون صاحب الحفرة، حفرة!!! وأي حفرة تلك،؟؟؟ وأي هناء واي سعادة فيها؟؟؟. وأي بشري للإنسان حين يدلياه العتيق سيدنا أبو بكر الصديق وأمير المؤمنين الفاروق عمر إلى سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلوات الله وسلامه عليه؟؟؟ وأي حظ واي سعادة تلك التي ينالها المرء حين يضعه عليه افضل الصلاة وأتم التسليم بيديه الشريفتين الكريمتين ويقول ( اللهم إني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه) الله ...الله...الله.... يا سيدي يا رسول الله يا طب القلوب ودوائها ويا عافية الابدان وشفائها. اطلبوا الخير أحبتي دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ،فان لله عز وجل نفحات يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله عز وجل العفو والعافية وأن يستر عوراتنا ويؤمن روعاتنا، واحرصوا علي ارتياد مجالس الذكر فقد ورد أن هناك ملائكة تأتى إلى حلق الذكر علنا نكون من الفائزين يوم يقوم الأشهاد وتلتف الساق بالساق. ===== أخوكم الهادي الفضل عبدالحميد | |
|